ناصر عبدالحفيظ يكتب: قصف قطر يكشف الحقيقة كاملة والخطوط الحمراء المصرية ترسم مستقبل المنطقة

 

 

القصف الإسرائيلي لقطر لم يكن حدثًا عابرًا، بل محطة فاصلة كشفت المستور وأكدت ما كانت مصر تحذّر منه منذ سنوات. فمنذ اندلاع أحداث الربيع العربي وما تبعها من محاولات لتقسيم المنطقة، وضع الرئيس عبد الفتاح السيسي مجموعة من الخطوط الحمراء التي التزمت بها القاهرة كعقيدة وطنية لحماية الأمن القومي المصري والعربي.

 

القواعد الأمريكية احتلال مقنّن

 

الضربة أوضحت أن القواعد الأمريكية في الخليج لم تُنشأ لحماية هذه الدول أو الدفاع عنها، بل لحماية المصالح الأمريكية وفرض السيطرة على المنطقة، ومحاصرة روسيا والصين وإيران. هذه الحقيقة طالما أكدت عليها مصر: الاعتماد على قوى أجنبية لحماية الأمن القومي خط أحمر.

 

الخليج ليس شريكًا لأمريكا

 

ما حدث في قطر دلّ على أن واشنطن لا ترى في الخليج إلا ساحة نفوذ. أي خروج عن الطاعة يقابَل بالعقاب، وهو ما حذرت منه القاهرة مرارًا: السيادة الوطنية ليست محل مساومة.

 

إسرائيل = الذراع العسكرية لأمريكا

 

إسرائيل ليست كيانًا مستقلًا، بل أداة أمريكية تنفذ أجندة البيت الأبيض. الضربة على قطر جاءت بقرار أمريكي والتنفيذ إسرائيلي. وهو ما يتقاطع مع الخط الأحمر المصري: رفض أي تمدد إسرائيلي يهدد الأمن القومي العربي.

 

الخطوط الحمراء المصرية منذ الربيع العربي

 

منذ أحداث 2011، أعلن الرئيس السيسي بوضوح أن لمصر خطوطًا حمراء لا يمكن تجاوزها:

• الأمن القومي المصري والعربي خط أحمر.

• حدود الدولة الوطنية ليست محل عبث أو تفكيك.

• أمن ليبيا جزء من أمن مصر، و”سرت – الجفرة” خط أحمر أعلن عنه صراحة عام 2020.

• الأمن المائي لمصر والسودان في مواجهة إثيوبيا قضية وجود لا تحتمل المساومة.

• الجيش المصري ليس جيشًا لحماية مصر فقط، بل درع الأمة العربية كلها.

 

هذه الثوابت جعلت من القاهرة الطرف الأكثر مصداقية في نظر الشعوب العربية بعد أن انكشفت هشاشة الحماية الأمريكية.

 

مصر المستفيد الأكبر

 

الهجوم على قطر جعل الخليج يُدرك أن الملاذ الحقيقي ليس واشنطن بل القاهرة.

• مصر تملك القوة البشرية والعسكرية الأكبر.

• لا تحمل أطماعًا في أشقائها.

• تشاركهم نفس القضية والمصير.

 

ولو وُجّهت استثمارات الخليج إلى مصر بدلًا من إنفاقها في واشنطن، لأصبحت المنطقة تحت مظلة قوة عربية عظمى.

 

انهيار الداخل الأمريكي وخسائر الحروب

 

الضربة على قطر جاءت في وقت حساس تعيش فيه أمريكا تصدعات داخلية خطيرة:

• انقسام سياسي غير مسبوق بين الجمهوريين والديمقراطيين.

• أزمات اقتصادية متراكمة، أبرزها التضخم وديون تتجاوز 34 تريليون دولار.

• خسائر فادحة في الحروب: أكثر من 7 تريليونات دولار أُنفقت في العراق وأفغانستان دون تحقيق نصر حقيقي.

• تراجع الثقة الشعبية في المؤسسات الفيدرالية، وارتفاع معدلات الجريمة والعنف الداخلي.

 

كل هذه الأزمات تجعل من واشنطن قوة متراجعة، غير قادرة على حماية حتى حلفائها، وتستخدم إسرائيل كأداة بديلة لتنفيذ أهدافها.

 

نحو ناتو عربي

 

اليوم تتأكد الحاجة الملحّة لتنفيذ المبادرة المصرية بإنشاء ناتو عربي للدفاع عن مقدرات الأمة ضد أي تهديد، سواء أمريكي أو إسرائيلي. تحالف يبدأ بمصر والسعودية والإمارات والأردن والعراق والجزائر، ويتسع لباكستان وتركيا وإندونيسيا، مع الانخراط في تحالفات البريكس التي تمثل القوة الصاعدة في مواجهة الهيمنة الغربية.

 

مصر القوة الوحيدة الحقيقية

 

الأحداث الأخيرة أثبتت أن مصر هي القوة العربية الوحيدة التي تحسب لها إسرائيل ألف حساب.

• قطر ضُربت مرتين رغم وجود أكبر قاعدة أمريكية على أرضها.

• أمريكا لم تحرك ساكنًا بل شاركت في العملية.

• الشعوب العربية باتت على يقين أن سندها الحقيقي هو مصر.

 

الخلاصة

 

القصف الإسرائيلي لقطر فضح الأقنعة وأكد الحقائق:

• أمريكا ليست حليفًا بل محتلًا مقنّنًا.

• إسرائيل مجرد أداة أمريكية.

• الداخل الأمريكي ينهار وخسائر الحروب تُثقل كاهله.

• الخطوط الحمراء المصرية منذ الربيع العربي صارت اليوم مرجعًا لكل العرب.

• وحدها مصر تملك القوة والقدرة والهيبة، وهي المؤهلة لقيادة المنطقة وحمايتها.

 

حفظ الله مصر.. شعبًا وجيشًا وقيادةً

شاهد أيضاً

دور الصحافة والإعلام كبير جدًا في كل المجالات

    دور الصحافة والإعلام كبير جدًا في كل المجالات كتب عبدالحميد صالح سواء كانت …