

امتداد الصداقة والأدب: قراءة في روايتي أجنحة معلقة ولا قيد في يدي
تأتي الروايتان *أجنحة معلقة* لخليفة سالم الغافري و*لا قيد في يدي* للكاتب الشاعر سعيد مصبح الغافري، كحلقات متتابعة في رحلة إبداعية امتدت لأكثر من خمسة وثلاثين عامًا من الصداقة العميقة بين كاتبيهما. هذه الصداقة لم تكن مجرد علاقة إنسانية، بل كانت امتدادًا فكريًا وأدبيًا، تعايشت فيه اختلافات التوجهات مع اتفاق على القيم الأدبية والارتقاء بالقلم إلى آفاق جديدة.
في أجنحة معلقة، نجد العمق النفسي والتأمل في ثنايا الذات البشرية، حيث يبحر الكاتب في تفاصيل الأحاسيس والتجارب الشخصية بطريقة شاعرية تمزج بين الواقع والرمزية. الرواية تحمل القارئ إلى عالم داخلي غني بالمشاعر، حيث الأجنحة المعلقة تمثل الأحلام المؤجلة والصراعات الداخلية التي يعاني منها الفرد في مواجهته للواقع.
أما لا قيد في يدي، فهي امتداد طبيعي للتجربة السابقة، لكنها تتسم بحرية أكبر في التعبير ومواجهة القيود الاجتماعية والنفسية. هناك شعور قوي بالتحرر، رغبة في الانعتاق من كل ما يقيد الروح، وفي نفس الوقت حضور رفيق الرحلة القديم الذي يدعم الكاتب بالكلمة والتوجيه، ليصبح القلم مرآة صادقة لكل تجربة وخبرة.
ما يميز هذه الثنائية الأدبية هو التناغم بين التباين والتكامل؛ فكل كاتب يحمل اتجاهًا مختلفًا، لكنه في الوقت ذاته يمد الآخر بالدعم والتشجيع، ليصبح الحوار بينهما حيويًا ومثمرًا، لا سيما في مواجهة الصعوبات الأدبية أو البحث عن أساليب جديدة للتعبير. هنا، يصبح الصديق ليس مجرد رفيق حياة، بل شريك في الإبداع، وصوت يقوي روح الكتابة ويغذيها بالثقة.
في النهاية، يمكن القول إن أجنحة معلقة ولا قيد في يدي ليستا مجرد روايتين مستقلتين، بل هما انعكاس لعلاقة إنسانية وأدبية استثنائية، علاقة صداقة تجاوزت الزمن لتصبح مصدرًا للإلهام والتجديد، وتؤكد على قوة التضامن الفكري والأدبي في مواجهة تحديات الحياة والكتابة، حيث يمتد كل قلم ليحمل الآخر إلى أعلى درجات الإبداع والصدق في التعبير.
بقلم/ خليفة سالم الغافري
بوابة الأخبار العربية تأسست وكالة A N G عام 2009 على يد الفنان والكاتب الصحفي ناصر عبد الحفيظ