
اتربيت صح.. متزعلش علي حد
كثيرًا ما نخرج من مواقف الخداع أو الخذلان محمّلين باللوم لأنفسنا، نطرح الأسئلة المعتادة: “إزاي ما كنتش واخد بالي؟”، “ليه صدقت؟”، “هو أنا ساذج كده؟”. لكن الحقيقة أن الطيبة ليست سذاجة، والثقة ليست خطأ، بل هي انعكاس لتربية نقية وجذور صادقة.
إذا اتربيت على أن من يحلف لا يكذب، ومن يعد لا يخلف، ومن يقول “أحبك” فإنه بالفعل يحب، فأنت لم تخطئ.. أنت فقط طبّقت ما تعلمته من قيم نبيلة على عالم لم يعد يلتزم بها.
التربية الصحيحة غرست فيك الصدق لا الكذب، الصفاء لا الغش، الوفاء لا الخيانة، الإخلاص لا النفاق. لم تتعلم الحقد ولا الكيد، ولم تُربَّ على أن تزرع شِركًا للآخرين أو أن توهمهم بوعود زائفة. هذه ميزة لا عيب، نعمة لا نقمة.
قد يكون ما ينقصك هو الحذر في التعامل مع الناس، لكن الحذر لا يُزرع بالكلام، بل يُصقل من التجارب. والمواقف هي المعلم الأصدق الذي يمنحنا الخبرة، حتى وإن كانت قاسية.
لذلك، لا تجلد ذاتك ولا تقسو عليها. صدقني، أنك اتربيت صح.. في زمن شحّت فيه التربية وأصبح الصدق عملة نادرة. أن تكون كما أنت، أنقى من شوائب الزيف، فهذا بحد ذاته قيمة تستحق أن تفخر بها
بوابة الأخبار العربية تأسست وكالة A N G عام 2009 على يد الفنان والكاتب الصحفي ناصر عبد الحفيظ