يوم الاب

 

 

 

بقلم المستشار حسن الشريف

المدير التنفيذي لمنصة المركاز السعودي

 

 

 

شي مؤسف محزن ما وصلنا له نحن الآباء

 

و السبب هم الآباء أنفسهم او الرجال و خاصةالدعاه و ائمة المساجد و الشعراء و المطربين !!

 

بتاريخ ١٥ يونيو ٢٠٢٥ الاحد الماضي كان هناك احتفاليه عالمية بيوم الاب او كما يحلو للبعض بتسميته * عيد الاب*

 

لم نشاهد اي احتفال من قبل الكثير من الأبناء و البنات بابائهم أسوة بما نراه للأم *بعيد الام*

 

حيث تشهد الأسواق حراكا غير عادي و مشتريات و تشهد منصات التواصل الاجتماعي العديد من مقاطع الاحتفالات بآلام و كل واحد و واحده يحاولون ان يبدعو في احتفاليه لوالدتهم و البعض منهم للاسف اخذ الفلوس من والده من أجل اسعاد امه اذا ما قارنه بيوم الاب الذي لم نشاهد له أي حراك.

 

اذا ما عدنا للمرأة *الام* التي لم يكتفى لها فقط بيوم الام العالمي او كما يحلو للبعض بتسميه * بعيد الام*

بل انشاءت لهن منظمات حقوقية باسم *حقوق المراه* و انشاءت لهن *المجالس و المراكز الوطنية *و بعض الدول منحت المرأة مقعد في مجلس النواب *كنائبة مستقلة* دون خوض المعركة الانتخابية و بعض الدول نمنح المطلقات منهن رواتب شهريه و بعض المميزات التي لا تمنح للرجل اذا نطالب نحن كرجال بالمساواة بالمراة

 

كل ذلك قدم من أجل تقديم صوره لجميع المجتمعات الغربية بأن المرأة الشرقيه العامله تساوي الرجل في كافة المناصب القيادية و هذا ابسط حقوقهن كونهن متعلمات و مثقافات

 

لكن أعود إلى احتفالية * يوم الاب*

 

لماذا كان بعض الدعاه و ائمة المساجد احد اهم الأسباب في عقوق الآباء رغم انهم رجال و البعض منهم إباء؟!

 

اتوقع ان السبب الرئيسي في ذلك هو الغلو و المبالغه في تفسير حديث سيدنا محمد صل الله عليه و سلم عندما قال امك ثلاثة مرات ثم قال ابوك، نسوا بأن المصدر التشريعي لنا كمسلمين القرآن و السنه

 

ففي سورة ( الاسراء ) ايه رقم ( 23 )

قوله تعالى (((وقضى ربك إن لا تعبد الا اياه و بالوالدين احسنا))

 

فلم يقول الله عز و جل و بأمك إحسانا

 

لذلك نشاهد انه من السهل على الأبناء و البنات عقوق ابائهم و هجرهم و البعض تجاوز اكثر من ذلك و قام بزج بهم في دور الرعاية كل ذلك كان بسبب هذه الفئة التي شرحت حديث سيدنا محمد صل الله عليه و سلم بطريقتهم الخاصة بغلو و بالغوا فيه و نسوا بانهم إباء و سوف يشربون من نفس الكأس الذي اعدته ايدهم.

 

اما الكثير من الشعراء بالغوا في وصف الام و للاسف هم أيضا ذكور و البعض منهم إباء او سيصبح اب و ساهم بشكل مباشر في عقوق الآباء.

 

لكن هناك دور أيضا للأم *المراة * في البيت فبعض الزوجات اصبح لهن الزوج كمصدر اقتصادي يذر لهم بالمال من اجل ان تعيش هي و أبنائها و بناتها حياه كريمه بغض النظر عن المجهود للذي يقوم به من أجل توفير المال بمعنى اخر اصبح مثل *الصراف الآلي*

 

و بعض الزوجات(الامهات) لم يكتفوا بذلك فقامت بنقل اختلفها مع زوجها(الاب) أبنائها و بناتها فقست قلوب الأبناء و البنات اتجاه والدهم و من يخالف توجهه من الابناء اصبح منبوذ لديهن

و أصبح من حزب الاب ، و كان العائلة أصبحت برلمان حزب الام و حزب المعارض الا و هو حزب الاب

 

هناك نماذج نشاهدها في حياتنا اليومية اذا مات الاب تجمع الأبناء َ البنات حول الام اما اذا حدث العكس أصبح الاب ثقيل على اغلب الأبناء َو البنات و عندما يقرر ان يتزوج يرفضون بحجة انهم لا يريدون اباهم ان يتزوج على المرحومه امهم في ظل عدم وجود اهتمام فعلي من الأبناء و البنات اتجاه والدهم و هذا الشي ملاحظ أيضا حتى في حال التنويم في المستشفى و هناك العديد من النماذج تحتاج منا إلى وقفه منا نقوم من خلالها بعمل زيارات المستفيات و دور الرعايه و سوف تجدون عقوق الأبناء اتجاه الآباء

 

نصيحتي لبعض الأمهات ما زرعتيه في الأولى سوف تتجرعيه في الأخير لكن ليس من الاب بل من زوجات أبنائك و بناتك.

 

نصيحتي لهن اتقوا الله فيما تقومون به فاليوم عمل و غدا حساب.

 

نصيحتي لبعض ائمة المساجد و الدعاه لا تبالغوا في التمجيد و استعينوا بمصادر التشريع القرآن و السنه و اوزنو بينهما فهما مصدر الحياه و السعادة الحقيقية.

 

اما الشعراء و المطربين الذكور غداء سوف تصبحون إباء و سوف تنجرعون من نفس الكأس *عقوق الاباء*

 

هونوا على أنفسكم فالمطارده خلف المال و الشهره ليست هي الحياه الدائمه فبر الوالدين اقترن بعبادة الله

 

نصيحتي للاباء عيشوا حياتكم و عيشوا من معكم على قدر استطاعتكم ولا تبالغوا في التضحيه على حساب سعادتكم فالحياه نعيشها مرة واحده و العمر الذي يذهب لن يعود مرة اخرى

شاهد أيضاً

العربي فارس في إيذاء ذاته

    بقلم: د ليلي الهمامي أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة لندن   مسألة أساسيّة …