رسالة إنسانية تتصدر التفاعل: محمد البيوضي يشكر فريقه ويؤكد أن القيادة لا تزدهر إلا بروح الجماعة

رسالة إنسانية تتصدر التفاعل: محمد البيوضي يشكر فريقه ويؤكد أن القيادة لا تزدهر إلا بروح الجماعة

نقلت بوابة الأخبار العربية عن الصفحة الرسمية للهيئة العامة للخيالة والمسرح والفنون رسالة مطوّلة وجّهها رئيس الهيئة محمد البيوضي إلى موظفيه بمناسبة “يوم المدير”، عبّر فيها عن امتنانه العميق للمشاعر التي بادلوه بها، مؤكداً أنّ كلماتهم تمثّل وساماً معنوياً يختصر معنى الوفاء وروح التعاون.

امتنان يلامس العمق

استهل البيوضي كلمته بالتأكيد على أن ما وصله من عبارات التقدير ليس مجرد مجاملة وظيفية، بل شهادة تجسّد نهجاً تعاونياً ترعاه الهيئة منذ تولّيه المسؤولية، مستشهداً بقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}. وأضاف أن كل موظف في الهيئة ليس تابعاً بل “شريكاً في البناء”، وأن النجاحات التي تتحقق ميدانياً لم تكن نتاج فرد، بل ثمرة فريق يعمل بتناغم وإخلاص.

الفريق قبل القائد

وفي وصفه للعاملين في الهيئة، قال البيوضي إنهم “العمود الفقري وقوة الدفع”، مشيراً إلى الحديث النبوي الشريف: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً». وأكد أن ما يميز روح الفريق داخل الهيئة هو وحدة الهدف والاندماج في صناعة الإبداع الوطني، معتبراً نفسه “رباناً لسفينة يقودها بحارة محترفون”.

واستشهد بمثل ليبي يقول: «يدي ويدك نجيبوا الذهب من الصقيع» للدلالة على أن التعاون يحوّل الصعوبات إلى فرص ثمينة. كما نوّه بأن التشبيهات العالمية من الثقافات المختلفة تكرّس حقيقة واحدة: “لا قائد عظيماً بلا فريق عظيم”.

حكمة من الشرق والغرب

الرسالة حفلت باستحضار مقولات عالمية من الصين وأوروبا وروسيا وأمريكا، لتأكيد عالمية قيمة العمل المشترك. من بينها:

  • «قطرة المطر الواحدة لا تحدث فيضاناً»
  • «النظام هو نصف الحياة»
  • «لا وجود للرياح المواتية لمن لا يعرف إلى أين يتجه»
  • «لا يمكنك عبور المحيط بمجرد الوقوف والتحديق في الماء»

وأوضح البيوضي أن هذه الحكم الإنسانية تتقاطع جميعها عند فكرة واحدة: قوة المؤسسات تُستمد من وحدة فرقها.

التسامح… فلسفة قيادة

وتوقف البيوضي مطوّلاً عند قيم الاحتواء والتسامح في إدارة العمل، مؤكداً أنه لا يحمل ضغينة تجاه أحد، وأن من “اختاره خصماً” سيجد منه التسامح قبل العتاب. وقال: “بابي مفتوح، ووقتي لا يسمح بالحقد أو الحسد… سأعمل، ثم سأعمل، ثم سأعمل بإخلاص”.

واعتبر أن العفو والمرونة جزء من قوة القيادة، لا دليل ضعف، وأن الخلافات العابرة لا يجب أن تتحول إلى عائق أمام مستقبل الهيئة أو البلاد.

ليبيا أولاً… والانتماء يتسع للجميع

في فقرة وجدانية من الرسالة، تحدّث البيوضي عن أصوله ومسقط رأسه في مدينة مصراتة، منحدراً من قبيلة إبليبلو وجذور كَرغلية، لكنه شدد أن الوطن لا يتجزأ، قائلاً إن كل قبائل ليبيا ومكوّناتها هي مصدر قوته وانتمائه. وذكر بالاسم العرب والأمازيغ والتبو وسكان الشرق والغرب والجنوب، مؤكداً أن الراية الجامعة للجميع هي ليبيا.

فريق واحد… رؤية واحدة

اختتم البيوضي رسالته بدعوة موظفي الهيئة إلى الاستمرار في صناعة الفارق، قائلاً: “كثرة الأيادي تُخلي الصعب سهل”. ودعا إلى تجاوز ما فات، وتحويل الزمن الضائع إلى قوة دفع جديدة، مؤكداً أن بناء الدولة مسؤولية مشتركة وأن الفن والثقافة جزء أساسي من مشروع الاستقرار الوطني.

تفاعل واسع وإشادة جماعية

الرسالة حصدت تفاعلاً ملحوظاً على المنصات المرتبطة بالهيئة ومواقع التواصل، حيث اعتبرها متابعون “خطاباً إنسانياً غير نمطي” يجمع بين الروح الوطنية والقيم الإنسانية والبعد الإداري. واعتبرها كثيرون نموذجاً لما يمكن تسميته “القيادة المتصالحة مع ذاتها وفريقها”، خاصة في مؤسسات ثقافية تحتاج إلى دعم الثقة وروح الفريق.

ويُنتظر أن تُرَسّخ هذه الرسالة حالة انسجام إداري داخل الهيئة، وتفتح المجال أمام نماذج قيادية مشابهة في قطاعات ثقافية وحكومية أخرى داخل ليبيا

شاهد أيضاً

blank

دور الصحافة والإعلام كبير جدًا في كل المجالات

    دور الصحافة والإعلام كبير جدًا في كل المجالات كتب عبدالحميد صالح سواء كانت …