في هوليوود، صوّر توم كروز في المهمة المستحيلة مشاهد أسطورية: قفز من برج خليفة في دبي، تسلّق الطائرات، مطاردات عبر القارات، كلها في سبيل منع حرب نووية بين روسيا وأميركا. الأكشن هناك حقيقي في تفاصيله، حتى لو كان خياليًا على الشاشة.
أما في نسختنا العربية، فالمشهد مختلف تمامًا. لا حرب نووية تُمنع، ولا كوارث تُدرأ، بل مؤتمر صحفي تتحول عباراته إلى نسخة محلية من فيلم أكشن بائس:
• “لن نتهاون”… مشهد مطاردة على أسطح الأبراج.
• “نحتفظ بحق الرد”… طلقة تُطلق في الهواء، تتبخر قبل أن تصل إلى هدف.
• “سنتخذ كل الإجراءات”… قفزة وهمية من منصة المؤتمر إلى نشرات الأخبار.
• “الهجوم غادر”… ضربة درامية يعقبها تصفيق بلا أثر.
• “إرهاب دولة”… انفجار افتراضي يهز الميكروفونات لا الجبهات.
الجوقة العربية دخلت المشهد أيضًا. لازمة محفوظة تتكرر: “نحن نتضامن مع الشقيقة… لها حق الرد… سنحضر بوزرائنا وسفرائنا”. مشهد يُسوَّق كأنه بطولة، بينما لا يعدو كونه محاولة لحفظ ماء الوجه على شاشة التلفزيون.
في الفيلم الأصلي، انتهت القصة بإنقاذ العالم من كارثة نووية. في النسخة العربية، انتهت القصة بإنقاذ الميكروفون من الصمت. كلاهما إنتاج أميركي، لكن الفرق أن الأولى أكشن حقيقي، والثانية كوميديا سياسية هابطة.
أما البطولة الحقيقية، فهي ليست أمام الكاميرات ولا داخل قاعات المؤتمرات. البطولة هناك في جبال اليمن، حيث يكتب رجالٌ مشاهدهم بلا نصوص جاهزة ولا ديكور سياسي. لا مؤتمرات ولا بيانات، بل أفعال تُسجَّل بالدم لا بالحبر