تخليدًا لذكراه.. المئات يتوافدون على النسخة الثانية لمعرض “طلال تاريخ تقرأه الأجيال”

بقلم ـ أحمد بن عبدالقادر

في الذكرى السنوية الثالثة لرحيل واحد من أهم القادة والمفكرين العرب، الملهمين، الرجل الذي حمل هم الإنسان وسعي لتنمية أوضاعه وتطوير وتحسين حياته ومعيشته في شتى بقاع الأرض، الرجل الذي آمن بالعمل الأهلي لمساعدة الحكومات على القيام بواجباتها الأساسية تجاه المجتمعات والشعوب، الرجل الذي بلغ من الفكر والذكاء والدهاء أن يعمل على تحقيق مصالح المملكة وترسيخها عالميًا، إنطلاقًا من إيمانه بأهمية العمل الإنساني فظل يعمل في المجالات التنموية والثقافية والتعليمية حتى أصبح مبعوثًا خاصًا لليونسكو واليونيسيف.

الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود ـ رحمه الله ـ ، الذي توفي في الرابع والعشرين من ديسمبر لعام 2018، واحد من المؤثرين في تاريخ المملكة العربية السعودية، الرجل الذي آمن بمشروع والده الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ حول النهضة والتطور الحضاري، وظهر ذلك من خلال إحدى مقولاته الخالدة: “ولعل هاجسي الأول منذ خطواتي الأولى في الحياة هو المشاركة في الإصلاح وبناء الأمة استلهامًا لمنهج والدي الملك عبدالعزيز – رحمه الله-، الذي أوجد انسجامًا بين الثوابت والقيم الإسلامية وبين معطيات الحضارة المعاصرة”.

خلد أبنائه ذكراه بإقامة متحفًا ومعرضًا يرسخ قصته التاريخية، حيث دشن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن طلال بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) بمقر البرنامج في الرياض، النسخة الثانية من معرض «طلال تاريخ تقرأه الأجيال» الذي يحمل هذا العام شعار «الفكر والتنمية 2021» والذي اختتم يوم الثلاثاء الماضي الموافق 4 يناير للعام الحالي202‪2 و حظي المعرض بزيارة أبناء وأحفاد الأمير طلال بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ ، وعدد من الأمراء، وأصحاب المعالي ورجال الإعلام والمواطنين والمقيمين.

المعرض يستعرض تاريخ الأمير ودوره وأعماله الإنسانية وفكرة التنموي كواحد من أبرز قيادات العمل الإنساني دوليًا، إلى جانب تعريف المجتمع -بشرائحه كافة- بهذه الشخصية الرؤيوية الاستثنائية.

كما يضم المعرض رحلات الأمير وما يوثقها من صور ورسائل وتكريمات ومشاركات دولية بارزه، كأحد أبرز رموز العمل الأهلي والتنموي عالميًا، حيث كان رحمه الله يؤمن بأن «الاستثمار الحقيقي هو الاستثمار في الانسان»، لذلك فإن المعرض يطوف بالزائرين في رحلة عبر الزمن لتعريف الأجيال الجديدة ورواد المعرض بالدور الكبير الذي لعبه الأمير بداية من النشأة في كنف الملك المؤسس، مرورًا باستكشاف العالم في سن مبكرة، ثم المشاركة في بناء الوطن قياديًا في أولى الحكومات، بالإضافة إلى أثره الإنساني وجهوده التنموية تحت شعار «طلال تاريخ تقرأه الأجيال»، ووسط تطبيق الإجراءات الاحترازية فتح المعرض أبوابه واستقبال المئات من الزوار الذين تصفحوا تاريخ وسيرة الأمير طلال بن عبدالعزيز، واقتربوا أكثر من أثره التنموي محليًا ودوليًا، إلى جانب شغفه بتمكين الفئات الأقل حظًا.

فكان الأمير طلال بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ ، نشاطًا عالميًا ملحوظ، طاف العالم متنقلًا بين العواصم، التقى الملوك والرؤساء والمفكرين ليطلع على أحوال سكانها من أجل خدمة القضايا الإنسانية عالميًا، ولإيمانه بهذا الدور فقضى أكثر من 972 ساعة في الأجواء خلال ستة أشهر فقط، إضافة إلى أنها كان مؤسس (أول مدرسة للتدريب المهني، و أول مدرسة أهلية لتعليم البنات في الرياض، وأول مستشفى أهلي في الرياض)، كما أهدى قصر الزعفران في مكة المكرمة إلى الحكومة ليصبح أول كلية للبنين، وأسس الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع في الخبر، والجمعية السعودية للتربية والتأهيل “متلازمة داون” في الرياض، ومركز خدمة المعاقين بصريًا (إبصار) ومقره مدينة جدة.

و خلال رحلة علاجه تلقى العديد من الرسائل الملكية من والده المغفور له الملك عبدالعزيز، حيث كان يطمئنه على حال والدته واخواته ويطمئن على حالته الصحية، المعرض ضم بعض هذه الرسالة، حيث تضمنت إحداها ما نصه “من عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل، إلى جناب المكرم الأبن طلال، سلمه الله تعالى، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد، فإن أحوالنا من فضل الله تسرم من كافة الوجوه، نحمد الله على نعمه ونسأله المزيد منها، والتوفيق للقيام بشكرها ونحن مسرورين من أخبارك والتقدم في صحتك، نحمد الله على ذلك هنا جميعا بخير والدتك واخوانك كلهم طيبون وبعافية ويسلمون عليك هذا ما لزم بيانه والسلام.

الأمير طلال بن عبدالعزيز آل سعود ـ رحمه الله ـ هو رجل فريد، صاحب أفكار استثنائة، استطاع أن يقدم للبشرية العديد من الإنجازات، كان الأول في ذلك، وحقق إنجازات انسانية تليق بمجد وتاريخ المملكة العربية السعودية، لذا فكان يجب أن يظل اسمه راسخًا تعرفه الأجيال، وتقرأ سيرته وتتعرف على مسيرته الإنسانية الزاخرة بالإنجازات الانسانية والتنموية والفكرية.

كما تضمن المعرض ركنًا خاصًا لـ «برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند)» وهو أكبر برنامج سعى لتحقيق التنمية عالميًا، كان ذلك بمثابة المشروع الرئيس والفكرة الذي ظل يعمل من أجلها وضمن لها البقاء والاستمرار، ليبقى عطاء أجفند الإنساني عالميًا حتى بعد رحيلة، فقام صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود – رحمة الله عليه- وبدعم وتأييد من قادة دول مجلس التعاون الخليجي، سنة 1980 بإنشاء برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) لمساندة الشعوب في الدول النامية، فأقام الشراكات الاستراتيجية مع منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الوطنية الإقليمية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص، ومنذ تأسيس البرنامج، استطاع دعم وتمويل 368 مشروعًا لمنظمات الأمم المتحدة و1626 مشروعًا لخدمة النساء والأطفال، في إطار التعاون المحلي والدولي مع 450 شراكة محلية ودولية في 133 دولة بإجمالي 345 مليون دولار أمريكي.

بينما جاء نص الرسالة الثانية: من عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل، الى جناب المكرم الابن طلال سلمه الله تعالى، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد فقد تلقينا كتابكم تاريخ 29 شعبان 1362 وأحطنا علما بما ذكرتم به من تقدم صحتكم وقد أسرنا ذلك غاية السرور، وان شاء الله تواصلنا على الدوام بأخبار صحتك وتقدمها. أحوالنا من فضل الله جميلة وعلى ما تحبون من كافة الوجوه والجميع بخير وعافية والدتك واخواتك كلهم طيبين وبعافيه ويسلمون عليك. هذا ما لزم بيانه والسلام.

شاهد أيضاً

الأحد.. بيت العائلة المصرية يناقش “مستقبل سوق العمل في مصر” بقصر الآمير طاز

الأحد.. بيت العائلة المصرية يناقش “مستقبل سوق العمل في مصر” بقصر الآمير طاز تنظم لجنة …