المتغطي بالأمريكان عُريان.. غياب رد القاعدة الأمريكية بعد قصف إسرائيل للدوحة

 

 

كتب: ناصر عبدالحفيظ

 

في سابقة خطيرة وغير مسبوقة، أعلنت إسرائيل رسميًا تنفيذ ضربة جوية دقيقة استهدفت قيادات من حركة حماس في قلب العاصمة القطرية الدوحة، أثناء اجتماعهم لبحث المقترح الأمريكي الأخير لوقف إطلاق النار. العملية، التي وصفها جيش الاحتلال بـ”الهجوم الدقيق”، تمثل أول استهداف مباشر على أرض دولة خليجية تُعد حليفًا وثيقًا للولايات المتحدة ووسيطًا رئيسيًا في المفاوضات.

 

صدمة قطرية وإقليمية

 

الخارجية القطرية وصفت الضربة بـ”الاعتداء الجبان” و”الانتهاك الصارخ للسيادة”، مؤكدة أن الدوحة لن تتهاون مع السلوك الإسرائيلي المتهور. كما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إدانته للعملية واعتبارها خرقًا للقانون الدولي وتهديدًا للأمن الإقليمي.

 

الهدف: إفشال المفاوضات

 

الهجوم جاء بعد أيام من تقارير غربية تحدثت عن ضغوط قطرية على حركة حماس للقبول بالمقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار. وبذلك بدت الضربة وكأنها محاولة إسرائيلية واضحة لقطع رأس المفاوضات ومنع أي تقدم نحو التهدئة.

 

الغياب المريب للقاعدة الأمريكية

 

المثير للجدل أن الدفاعات الجوية القطرية والأمريكية لم تتحرك على الإطلاق للتصدي للطائرات الإسرائيلية، رغم أن القاعدة الأمريكية في العديد تقع على بعد دقائق من موقع الانفجار. هذا الغياب فتح الباب أمام تساؤلات حول دور واشنطن: هل كان هناك تجاهل متعمد، أم ضوء أخضر غير معلن لإسرائيل لتنفيذ العملية؟

 

بين الدوحة والقاهرة

 

اللافت أن قيادات حماس كانت في القاهرة قبل أيام قليلة لحضور جولات التفاوض برعاية مصرية، إلا أن إسرائيل لم تجرؤ على استهدافهم هناك. تل أبيب تعرف الرد المصري مسبقا وتخشي غضب الجيش المصري الذي يقف بكامل طاقته و عتاده مستعدا علي الحدود وتداعيات أي خرق مباشر لسيادة مصر، سيكون الرد داخل تل ابيب وهو ما يكشف بوضوح الفارق في حسابات القوة بين القاهرة والدوحة.

 

خلاصة

 

ما جرى في الدوحة يعيد صياغة معادلة الأمن في المنطقة. الضربة الإسرائيلية لم تستهدف فقط قيادات فلسطينية، بل استهدفت أيضًا صورة الحماية الأمريكية لحلفائها. وهو ما دفع كثيرين للتعليق بالقول: المتغطي بالأمريكان عُريان

شاهد أيضاً

دور الصحافة والإعلام كبير جدًا في كل المجالات

    دور الصحافة والإعلام كبير جدًا في كل المجالات كتب عبدالحميد صالح سواء كانت …