إعداد: نيفين خلا
في قلب شارع السودان، وتحت سماء أضاءها حضور مميز من الأدباء والنقاد والمخرجين والفنانين والإعلاميين، شهدت الساحة الثقافية احتفالية راقية برواية “الزعفرانة” للكاتبة القطرية الدكتورة هدى النعيمي، والتي لفتت الأنظار بما تحمله من مضمون أدبي وإنساني متنوع.
رواية تجمع الأزمنة والاتجاهات
“الزعفرانة” ليست رواية تقليدية، بل عمل أدبي فيزيائي – طبي – اجتماعي – جغرافي، يمزج بين أزمنة متعددة وأمكنة متفرقة في الوطن العربي. تتنقل الرواية بين عمان، فلسطين، الكويت، العراق، قطر، دول الخليج ومصر، لترسم مشاهد متكاملة للمرأة العربية، من الستينيات وحتى اليوم.
قراءة نقدية: أسطورة عربية معاصرة
الدكتور حسام عقل أشاد بالرواية واعتبرها عملاً أدبيًا متعدد الاتجاهات يجسد صورة المرأة العربية في مراحل زمنية مختلفة، مؤكدًا أن النص يرقى إلى مستوى الأسطورة القصصية العربية، بما يحمله من عناصر السرد الجذاب والوعي بالتاريخ والهوية.
وأضاف: “هدى النعيمي كتبت بوعي كامل بالتاريخ العربي الحقيقي، وبهوية المرأة التي تتلقى ضربات الحياة وقسوتها، لكنها في الوقت ذاته تسرد الهوامش دون أن تخل بالنص الأدبي، لتؤكد أن الأدب العربي الراقي ما زال قادرًا على فرض حضوره أمام العالم”.

ودعا عقل القراء إلى إعادة قراءة التاريخ بعيون واعية لا كما كتبه المنتصرون، وأشاد بجرأة الكاتبة في تناولها للشخصيات والمواقف دون تزييف.
رحلة الألم والقوة الأنثوية
من جانبها، رأت الدكتورة جيهان أن “الزعفرانة” أخذت القارئ في رحلة عميقة داخل الألم الأنثوي العربي، حيث انتقلت بين الأجيال والمدن العربية لتكشف عن احتياجات المرأة، جمالها، آلامها، وعطشها للاحتواء والفهم.
وأضافت: “رغم التعب والمعاناة، تكشف الرواية أن المرأة العربية هي الأكثر صمودًا أمام الحروب، والأكثر قدرة على التحمل دون شكوى، حاملة أوجاعها بصمت وقوة”.
إرث أدبي للأجيال
احتفالية “الزعفرانة” لم تكن مجرد مناسبة ثقافية عابرة، بل محطة تؤكد أن الأدب العربي المعاصر ما زال ينبض بالحياة، قادرًا على توثيق التاريخ، وتجسيد الهوية، ونقل الأجيال بين الماضي والحاضر بأسلوب يليق بالذاكرة العربية.

بوابة الأخبار العربية تأسست وكالة A N G عام 2009 على يد الفنان والكاتب الصحفي ناصر عبد الحفيظ 