
التفسير العلمي للحمل المتكرر في بعض اشجار النخيل خلال الموسم الواحد وظهور الحمل على الاشجار مقطوعة القمة النامية
الاستاذ الدكتور
عبدالباسط عودة ابراهيم
تكون البراعم في آباط الأوراق وتحورها
في الزاوية المحصورة بين عنق الورقة والجذع (الساق) المسماة الإبط يوجد نسيج مرستيمي ينمو منه برعم واحد عريض واسع مثلث الشكل يقع في منتصف إبط كل ورقة يسمى البرعم الإبطي (axillary bud) أو البرعم الجانبي (Lateral bud) وهذا البرعم يتكشف إلى :
1. نمو خضري (فسيلة) ] [Offshoot .
2. نورة زهرية Inflorescences)) .
3. شكل غير محدد التركيب يجمع أجزاء خضرية وزهرية غير تامة التكوين .
4. لا يتكشف البرعم ويموت .
تحور البراعم إلى نورات زهرية
بعد عمر ثلاث سنوات، وفي المرحلة الانتقالية، تميل البراعم الإبطية إلى التحور وتكون خليطة بين الفسائل والعناقيد الزهرية معاً، ولكن بعد عمر ثمان سنوات تكون جميع البراعم متحورة إلى عناقيد زهرية (طلع- Spadix) . ومن الدراسات التشريحية يتضح أن البراعم الزهرية تنتج من مجاميع أو سلاسل متصلة من البراعم، ولكن نمو العناقيد الزهرية يبدأ من أصغر البراعم وأكثرها فتوة والواقعة بالقرب من قلب النخلة، وتنتج طلعات أكبر حجماً من تلك النامية من براعم أقدم وأكبر حجماً وتكون بعيدة عن مركزقلب النخلة .
وتشير الدراسات إلى أن تكون الأجزاء الزهرية يحصل بعد أربع سنوات من تحور البراعم، فخلال السنة الأولى يتحور عدد من البراعم في آباط الأوراق المرقمة (84– 104) في السنوات الثلاث التالية يستمر التحور في آباط الأوراق المرقمة (21 – 84) وتتوسع تلك البراعم ببطء بدون تغيير في التركيب الداخلي أو الشكل الخارجي. وخلال هذه الفترة تتوسع الأوراق التي في إبطها تلك البراعم ببطء شديد أيضاً حتى آخر ستة شهور فيشتد نموها واستطالتها لتصل إلى أقصى طول للبرعم الإبطي (5 – 7 مم) .
أما عدد البراعم الزهرية المتحورة خلال تلك الفترة وفي كل موسم، فيتأثر بمقدار الكربوهيدرات المتجمعة بصورة نشا في النخلة وبراعمها خلال الفترة الممتدة بين اشهر حزيران/ يونيو، وتشرين الأول/ أكتوبر من السنة.
أسباب ظهور الحمل الثاني
1) إن تحور البراعم الإبطية إلى براعم زهرية وتكون مبادئ الأزهار والعناقيد الزهرية في النخلة البالغة يحدث مرة واحدة وبسرعة خلال فترة قصيرة في كل موسم من مواسم حمل الاشجار وهذه الفترة الزمنية محصورة بين 20/ تشرين الأول (أكتوبر) و2/ تشرين الثاني (نوفمبر) من السنة التي تسبق ظهور الطلع في موسم الازهار الذي يبدأ من شهر يناير في الاصناف المبكرة جدا حتى ابريل في الاصناف المتأخرة.
2) تكون البراعم الأبطية على شكل مجموعة أو سلسلة من البراعم الواقعة في أباط أوراق
(سعف )يتراوح عمرها بين 4 – 5 سنوات وهي كاملة النمو اكتمل نموها و بدأت القيام بوظيفتها بفعالية وكفاءة تامة خلال السبعة أشهر التي تسبق تاريخ التحور أي في الفترة من أول شهر نيسان (أبريل) حتى 1 / تشرين الثاني (نوفمبر).
3) أن عدد البراعم الزهرية المتحورة خلال تلك الفترة وهي الحالة الطبيعية يتأثر بمقدار الكربوهيدرات المتجمعة على هيئة نشا Starch خلال الفترة الزمنية الممتدة بين أشهر حزيران (يونيو) حتى تشرين الأول (أكتوبر) من السنة، وهذه الكربوهيدرات تقسم الى ثلاثة اقسام
الأشجار خلال هذه الفترة تستوفي احتياجاتها من الكربوهيدرات للقمة النامية أولاً
العذوق الثمرية المتواجدة على النخلة، خلال الموسم والتي تستنفذ كمية كبيرة منها
ما تبقى فإنه يتجه إلى البراعم ويتراكم فيها كونه ضرورياً لتحورها إلى عناقيد زهرية (طلع) وعليه فإن عدد البراعم المتحورة إلى عناقيد زهرية خلال الفترة بين 20/ تشرين الأول (أكتوبر) حتى 2/ تشرين الثاني (نوفمبر) ، يعتمد على:
نسبة الأوراق إلى العذوق الثمرية الموجودة في النخلة خلال السنة الحالية فإذا كان الحمل غزيراً وغير متناسب مع عدد الأوراق حيث أن النسبة يجب أن تكون 9 أوراق لكل عذق ثمري فإن العذوق الثمرية تستنفذ كميات كبيرة من الكربوهيدرات، ويكون النشا المتجمع في البراعم قليلاً مما يسبب موت عدد كبير منها وعدم تكشفها وبالتالي يكون الحمل ضعيفاً في الموسم التالي.
خلال نفس الفترة تتحرر مواد هرمونية (أوكسينات) من الأوراق وتنتقل إلى البراعم وتعمل على تحفيز عملية تحور البراعم Bud differentiation، وبعد تولد البراعم تأخذ بالنمو البطيء على شكل طلعات صغيرة بدءاً من 2/ تشرين الثاني (نوفمبر) وحتى 1/ كانون الثاني (يناير) من السنة التالية ويتسارع نموها بعد ذلك. وإن تحور ونشوء الشماريخ الزهرية داخل الطلعة يبدأ خلال شهر نوفمبر من السنة السابقة ويتبعها استطالة الشماريخ والطلع خلال شهر يناير وفي تجربة عملية تؤكد ما ذكر أعلاه، تمت إزالة الأوراق (السعف) بمواعيد مختلفة خلال السنة، وجرى حساب العذوق الثمرية الموجودة في سنة إزالة الوراق والسنة التالية وكما في الجدول التالي:
موعد إزالة الوراق عدد العذوق على النخلة
في سنة إزالة الأوراق عدد العذوق المتكونة
في السنة القادمة
11 يوليو 8 صفر
22 يوليو 8 صفر
13 أغسطس 9 صفر
26 أغسطس 6 صفر
24 سبتمبر 9 صفر
27 أكتوبر 7 صفر
17 نوفمبر 7 6
ويتضح من الجدول أعلاه:
1. إن إزالة الأوراق خلال الفترة من 11/ يوليو حتى 27 / أكتوبر في سنة التجربة لم يشجع تكون عذوق في النخلة التالية وذلك لعدم تكون المادة الهرمونية (الأوكسين) وانتقالها من الأوراق إلى البراعم.
2. في موعد 17 / نوفمبر تكون الطلع رغم إزالة الأوراق وهذا يعني تكون المادة الهرمونية (الأوكسين) في الأوراق وانتقاله إلى البراعم قبل هذا الموعد.
أخيراً يمكن القول أن تحول إلى البراعم إلى نورات زهرية يحتاج إلى:
1) الكربوهيدرات
تراكم كمية كافية من الكربوهيدرات في البراعم وهذه تتراكم بعد أن تأخذ القمة النامية احتياجاتها وبعدها الثمار وما تبقى يتراكم في البراعم ليحفزها على النمو لأن عملية النمو تحتاج إلى طاقة تستمدها من الكربوهيدرات.
2) الهرمون المحفز
هناك عامل يتحرر من الأوراق في نهاية شهر أكتوبر وأوائل شهر نوفمبر يؤدي إلى تحفز تكشف البراعم في هذا الوقت وهذا العامل هو مادة هرمونية (أوكسين) ينتقل من الورقة إلى البرعم الموجود في إبطها ويحفزه على النمو.
3) درجات الحرارة
أن لدرجات الحرارة السائدة أواخر الخريف تأثير مباشر على نمو وتفتح النورات الزهرية فكلما كان الجو دافئاً تفتحت الأزهار بصورة مبكرة. إن درجات الحرارة المنخفضة تؤثر على البراعم الزهرية، وعموماً فإن لحرارة الشتاء تأثير مباشر على نمو وتطور الطلع Spathe وما يعقبه من تفتح الأزهار Blossoming، والحرارة التي تحصل بعد تفتح الأزهار فيكون لها تأثير على وقت النضج Ripening. وان مجموع الوحدات الحرارية Heat units له تأثير على نمو الثمار.
إن مناطق زراعة النخيل في العالم تكون متشابهة في ظروفها الحرارية فأشجار النخيل لا تزدهر زراعتها إلا في المناطق التي تبلغ درجة الحرارة في الظل فيها 18 ْم وتعرف هذه بدرجة الإزهار ولذا فإن حساب التراكم الحراري لمنطقة معينة يبدأ من هذه الدرجة ويحسب مجموع الوحدات الحرارية حسب المعادلة الآتية:
مجموع الوحدات الحرارية = معدلات درجة الحرارة الشهرية – 18 ْم X عدد أيام الشهر.
وعليه فإنه توفر درجة الحرارة الملائمة للإزهار يحفز البراعم على النمو حتى في غير الموعد المعتاد لها كما أن عملية العقد وتكون الثمار لا تتم إلا عندما تكون درجة حرارة الظل 25 ْم وقسمت أصناف النخيل حسب معدل درجات الحرارة إلى:
أصناف مبكرة وتحتاج إلى معدل درجات حرارة 21 ْم.
أصناف متوسطة وتحتاج إلى معدل درجات حرارة 24 ْم.
أصناف متأخرة وتحتاج إلى معدل درجات حرارة 27 ْم.
أصناف متأخرة جداً وتحتاج إلى معدل درجات حرارة 29 ْم.
نخلة القدمي
ان حدوث ظاهرة الحمل الثاني ليس جديدا ولكون هذه النخلة من الاصناف المبكرة جدا وثمارها قصيرة العمر تبلغ الفترة الزمنية بين التلقيح الى نضج الثمار 135 يوما. يسمى في الشرقية قدمي لكونه مبكر جدا تنتشر زراعته في ساحل الباطنة وقريات. فيمكن وفق المعطيات التي ذكرت اعلاه مع توفر الخدمة الجيدة والتسميد الجيد والحرارة المناسبة لتكون البراعم وتحفيزها على النمو ادى ذلك الى ظهور مجاميع البراعم الزهرية و لا اتفق مع ظهور حمل لخمسة مرات على النخلة الواحدة قد يكون ظهور ثلاث دورات من الحمل مقبولة .
وسائل معالجة الظاهرة:
ولمعالجة مثل هذه الظاهرة يجب إجراء الآتي:
1. إزالة هذا الأغاريض مباشرة لأن وجودها سيؤدي إلى استنزاف المواد الكربوهيدراتية المخزنة في الشجرة ويؤثر على حمل الموسم القادم وقد لا تزهر النخلة.
2. في حالة ترك بعض الأغاريض المؤنثة وتلقيحها قد لا يحدث فيها عقد بسبب ارتفاع درجات الحرارة لأن درجة الحرارة الملائمة للعقد هي 25 ْم وبالتالي تكون الثمار بكرية (شيص).
نصائح للمزارعين:في حالة ظهور مثل هذه الحالة ننصح للمزارعين بإزالة هذا الحمل مباشرة وعدم تركه لأنه يؤثر على حمل الموسم القادم وقد لا تحمل النخلة وتحصل فيها حالة ا لمعاومة بسب استنزاف المواد الغذائية المخزونة فيها.

بوابة الأخبار العربية تأسست وكالة A N G عام 2009 على يد الفنان والكاتب الصحفي ناصر عبد الحفيظ 