– ✍️ بقلم
أشرف فؤاد محمد
– إن الشكل البرلماني للديمقراطية الغربية و هو محاولة لسيطرة الدولة على المستقبل لفترة محدودة من الزمن في شكل تمثيلي برلماني للشعب ، و هنا يري العالم الفرنسي ” روجيه جارودي” في كتاب مشروع الأمل ، أن هذا الشكل البرلماني لا يتمتع فيه الملياردير مالك سلسلة من المؤسسات الكبري إلا بصوت واحد انتخابيا شأنه في ذلك شأن أكبر المعدمين من المواطنين ، و لكن هل يعني هذا أن سلطته السياسية مساوية للمواطن الذي لا يملك ؟!!!
– الواقع أن الأكذوبة الإحصائية للإنتخابات أو الإقتراع العام تخفي ألوانا فظيعة من التفاوت الذي يعود في النهاية إلي جماعات الضغط في أي مجتمع كأصحاب رؤوس الأموال الطائلة أو النفوذ السياسي أو الإعلامي ،كالمشاهير أمثال الفنانين و لاعبي الكرة.
– و من هنا كلما جاءت الإنتخابات ، تذكرت كلمات ” نزار قباني ” التي تغنت بها المطربة ذات الصوت الاوبرالي ” ماجدة الرومي ” كلمات.. كلمات.. كلمات.
– فـــ دائماً ما يسمعنا المرشح هنا و هناك كلمات ،كلمات كلمات تحمل أحلام و أمنيات البسطاء و الحلول لكل مشاكلهم ، و يهدينا المرشح وعود بالعمل و الوظيفة و العلاج و تحسين المرافق و رصف الطرق و مد الجسور كلمات تأخذنا إلي عالم رومانسي حالم جميل كله ابتسامات و نحن فيه كالريشة في يد المرشح تحملها النسمات ، و يخبرنا بأن الناخبين تحفته ، و بأنهم كنزه و هذه هي الحقيقة الوحيدة ، و بأن أصواتهم النشاز أروع ما سمع من أصوات .
– و في النهاية يعود الناخبون و لا يحملون معهم سوي كلمات..كلمات..كلمات علي وزن إنتخابات..إنتخابات..إنتخابات .
– نعم السياسة.. كــ الحب ربما تكون صادقة و ألف مرة و مرة مرة و كاذبة.
– فـــ العملية الإنتخابية ،بالنسبة للمرشح مبنية على قوته المالية مع قوة كلماته و تأثيرها في عرض بضاعته الغالية أو البايرة علي أبناء الدائرة في محاولة مستميتة منه و من عشيرته و دائرته لـــ كسب الأصوات من هنا و هناك.
– و للكلمة دور كبير في أي انتخابات ،فنجد كلمة تأتي بألف صوت ، و كلمة أخري تذهب بألف صوت وصوت ،
– و الكلمة خلقت لنعرض بها بضاعتنا و لكنها للأسف عند بعض المرشحين هي البضاعة ذاتها.
– ( قدسية الكلمة )
– فالكلمة أول تعبير بشري منقول لعمل العقل ، ( تكلم حتي أعرفك ) فـــ بعد أكتمال أعجوبة خلق الإنسان تبدأ أعجوبة الكلمة ، فــ كل شئ من الكلمة و إليها ، و حرية الكلمة مرتبطة بحرية الإنسان .
– فـــ إذا كان الإنسان أعظم ما في الوجود ، فـــ إن الكلمة أعظم و أنبل ما في الإنسان.
– فـــ الكلمة أمانة عظيمة فــ هل أدرك المرشح و الناخب معا ،قدسية الكلمة و قيمتها عند الله و في المجتمعات.
– إن الفرق بين الأمم المتحضرة و الأمم الأخري ليست في إستخدام الوسائل التقنية الحديثة ،و لا في شكل الصناديق من خشب أو زجاج و إنما في إحترامهم للكلمة.
– فــ عليكم إحترام الكلمة حتي لا يأتيكم نائب سمسار توقيعات و ينسي دوره الحقيقي في مراقبة الحكومة و محاسبتها و الموافقة علي الميزانية بعد مراجعتها ، فــإذا أنتصر المجتمع علي نفسه في إحترامه للكلمة فــ أنه ينتصر بعد ذلك على كل العقبات و المشاكل فـــ يحقق إنسانيته و حريته و سعادته و تقدمه في الحياة.
–
–
بوابة الأخبار العربية تأسست وكالة A N G عام 2009 على يد الفنان والكاتب الصحفي ناصر عبد الحفيظ 