اخبار عاجلة

” أمي ” تكمل مسيرتها النورانية تجاه الله

بقلم د : شيرين العدوي
أمي هذا الكائن الخرافي الذي يعرف كل شيء في الحياة لديها كل الإجابات عن الأسئلة الكبرى والصغرى. هذا الكائن الذي واجه السرطان مرتين بنفس كبيرة وإيمان عميق . طفلة في ال ٧٨ لم تكبر في نظري أبدا احتفظت لها في ذاكرتي بصورتها وهي في قمة سعادتها مع أبي وكان جمالها خارقا فكلما قست وهي قسوة المحب ربما ، أتذكرها وهي في أبهى حللها طفلة مدللة لأبي ولجدي فتعلو شفتي ابتسامة ويتحول ضيقي وحزني لسماحة ورضا، حيث كانت أحب البنات لأبيها العمدة يصحبها في سفراته وهو معجب بعقلها وذكائها وجمالها يتباهى بها وسط الرجال الكبار ويجلسها مجلس الرجال لتعطي رأيها.
أمي العبقرية تحاول كل لحظة أن تؤكد على حضورها الفذ في الحياة بعد انسحاب من آمن بها من الحياة أبيها وزوجها فأكملت تعليمها على كبر حتى وصلت الآن إلى درجة الماجستير في العلوم الاجتماعية. حضورها دائما يتأكد بطفولتها بإثبات ذاتها وكلامها وفعلها حتى أحبها كل الناس وهي تغار غيرة الأطفال دائما.
أمي صاحبة القلب الكبير والعقل الكبير والبيت الكبير تسكن الجميع في كل جوارحها وترعاهم فهي الراعية الكبيرة . تفكر بالعقل والمنطق ويتحرك قلبها بالفعل رغم هذا المنطق . هي الكون والمجرة الأم التي نتحلق حولها ربت كما تجب التربية حتى أننا لم نستطع ونحن كبار بهذا القدر ونمتلك مطلق الحرية إلا أن نمشي على تعاليمها.
أمي ربنا يتم شفاءها على خير آخر كلماتها لي أول أمس لا أريد شيئا سوى أن يخفف الله على سكرات الموت فلقد كان عملي صعبا هذه الملائكية الروح صاحبة نفس لوامة لم تجعلها تقف لحظة واحدة عن مراجعة أعمالها كل لحظة من الحياة فلم تهدأ يوما من الأيام ولم تهنأ أبدا رغم كل ما عندها. شفاها الله وأخرجها من المستشفى على خير يارب لتكمل مسيرتها النورانية تجاه الله والحياة
أمي اليوم عيد مولدها وهو يوم غال على لأنها لو لم تكن أمي لتمنيت أن تكون أمي رغم كل تصادماتنا في الأفكار والرؤى والكلام ورغم ذلك أراها روحي وسندي وأتمنى أن يمد الله في عمرها ويجعل يومي عاجلا عن يومها . رغم أنها من علمتني أنني لا يجب أن أرتبط بمخلوق غير الله عصيت أمرها وارتبطت بها وبغيرها فعشت معذبة في الحياة لكن حب الناس بالنسبة لي لم يبتعد عن حبي لخالقي فأنا أحب الله في خلقه .

شاهد أيضاً

د. حسين الأنصاري يكتب : اجيال الثقافة الثالثة وعولمة الهوية كفاءات مبدعة عابرة للحدود

د. حسين الأنصاري يكتب : اجيال الثقافة الثالثة وعولمة الهوية كفاءات مبدعة عابرة للحدود   …