30% من وفيات «كورونا» حول العالم في «القارة العجوز»

 

كتبت _ مروة حسن 

منذ بدء إنتشاره قبل حوالي عامين، كان لفيروس «كوفيد-19» تأثيراته الكبيرة على مسيرة الحياة بكافة جوانبها في جميع المناطق والبلدان، مع وجود اختلافات نسبية في عدة أمور، منها: حجم الانتشار، نسبة التطعيم، أعداد الوفيات وحالات الشفاء، وغيرها.

ولو بحث المهتم بالأمر في واقع حال «القارة العجوز» لوجد أنها في حالة كارثية كما وصفها الخبراء، فهي «البؤرة العالمية» لجائحة كورونا، ويتجدّد هذا الوصف لحالها مع كل متحور جديد يظهر للفيروس.

مع بداية إنتشار المتحور الجديد «أوميكرون» اتجهت العديد من الدول الأوروبية مجدداً لإرساء إجراءات جديدة أشدّ صرامةً من سابقاتها في محاولة منها لتلافي حجم كبير من المخاطر والخسائر البشرية، ومثل ذلك ما شهدناه في هولندا (التي تجاوزت إصاباتها اليومية الـ 20 ألف!) وبلجيكا والمملكة المتحدة التي أغلقت حدودها أمام الوافدين إليها، وغيرها من الدول الأوروبية الأخرى. وذلك غداة تشديد الإجراءات في كل من فرنسا وألمانيا (التي تجاوزت الإصابات اليومية فيها الـ 50 ألف!).

أدّى وباء «كوفيد-19» إلى وفاة أكثر من 1.5 مليون شخص في أوروبا استناداً إلى إحصاءات الدول الرسمية، أي ما نسبته حوالي 30% من الوفيات في أنحاء العالم، حيث تقدّر الوفيات حول العالم بما يقارب 5.573 مليون إنسان منذ بدء انتشار الجائحة.
وترى منظمة الصحة العالمية أن حصيلة الجائحة ما بعد انتشار المتحور الجديد قد تكون أعلى بمرتين إلى ثلاث مرات، وكانت قد حذّرت المنظمة في أواخر تشرين الثاني من العام 2021 أن عدد الوفيات قد يبلغ في أوروبا وحدها 2.2 مليون إنسان بحلول مارس/آذار من العام الجاري 2022.

وبلغ سوء الحال في كل من ألمانيا والدنمارك ذلك الحد الذي وجهت عنده الولايات المتحدة رعاياها بتجنّب السفر إليهما، مع تحذيرات من المستوى الرابع لمراكز أمريكية مختصة بمكافحة الأمراض من الإصابات التي بلغت مستوى مرتفع جداً في هذين البلدين.

وآن كانت ألمانيا تعبّر عن قلقها إزاء ما يحصل؛ فرضت جارتها النمسا إغلاق شديد وشامل وغير مسبوق في أوروبا، وحذا حذوها العديد من الدول الأوروبية لاحقاً ما سبّب عرقلة كبيرة في السفر والتنقلّات من وإلى هذه البلدان، وقد طالت هذه الصعوبات مئات آلاف المسافرين.

ورغم أن الدراسات والإحصائيات تتحدّث عن كون نسبة التلقيح في كل من الدول (النمسا- ألمانيا- هولندا) قد بلغت ما يتراوح بين 63 إلى 73 % من الأفراد إلى أن ذلك لم يساعد كثيراً في الحد من تسجيل عدد كبير من الإصابات اليومية.

كان السابق نظرة عامة على الأحوال في القارة الأوروبية، أمّا في شرق المتوسط، وتحديداً على الأراضي الفلسطينية فليس الحال كارثياً إلى هذا الحدّ كما تظهر المعطيات.

فمنذ بدء إنتشار الفيروس على الأراضي الفلسطينية جميعها (أراضي الـ 48 وغزّة والضفة الغربية) لم تتجاوز حالات الوفاة الـ 5 آلاف حالة ممّا يقارب 500 ألف حالة إصابة، أي ما نسبته 1 % فقط من مجمل الإصابات على الأراضي الفلسطينية.

فيما تجاوزت نسبة التطعيم الـ 50 % وبنتيجة ذلك فإن واقع حالات الشفاء قد بلغ اليوم حوالي 464 ألف حالة شفاء، بينما تتجاوز عدد الحالات النشطة الـ 7 آلاف بقليل وفق إحصائيات حملة التطعيم الأخيرة. 

وتشير وزارة الصحة الفلسطينية أن نسبة التعافي من الفيروس قد بلغت 98.1 % من مجمل الإصابات وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطيني «معا».

ينتظر العالم اليوم ما يشير إليه العلماء حول قدوم المتحور «بي» الذي يحمل ما لا يقل عن 10 نسخ مختلفة في مقابل نسختين للمتحور «دلتا»، فكيف ستواجه أوروبا والعالم بأسره هذه النسخ المتجددة من الفيروس؟ وماذا عن مخاطرها على الوجود البشري؟. 

شاهد أيضاً

حفل افطار جماعي للدارسين بكليه لندن للدراسات واجواء رمضانية علي احدي البواخر النيليه

كتب : ماهر بدر اجواء ممتعه واكثر من رائعه وفي جو من البهجه والسعاده اقامت …